الهلال- قصة نضال وعزيمة من آسيا إلى المونديال
المؤلف: فواز الشريف09.05.2025

أعلن بكل فخر واعتزاز عن ارتباطي الوثيق بالإعلام والرياضة، وفي هذه الأمسية المباركة وقبل المواجهة المرتقبة بين عمالقة كرة القدم، يغمرني شعور بالفخر تجاه نادي الهلال، هذا النادي الذي عانى من بعض العثرات في الموسم المنصرم جراء خلل فني تكتيكي في إعداد الفريق، وتحديدًا الانتقال المفاجئ من موسم حافل بالإنجازات إلى موسم آخر أقل بريقًا، هذا الخطأ الذي ربما لم يلتفت إليه الكثيرون، تجسد في الإعداد البدني غير الكافي لمجموعة محدودة من اللاعبين، والاعتماد المفرط على قائمة لم تتجاوز 15 لاعبًا طوال موسمين متتاليين، على الرغم من أن القائمة الرسمية تضم 25 لاعبًا.
لقد راهنت، ولا أزال أراهن، على أن الهلال لا ينقصه سوى قليل من الراحة وتدعيم دكة البدلاء، عندها سيعود لمواصلة كتابة تاريخه الحافل بالأمجاد، فالهلال بتاريخه العريق ليس بحاجة إلى محللين ومعلقين رياضيين لمعالجة مشاكله، ولا إلى صخب إعلامي يحل محل العمل الجاد والتركيز العالي، وعلى الرغم من ذلك، أجد أن البعض في أندية الهلال والأهلي والنصر يتعاملون مع كتاباتي على أنها مجرد رأي لمنافس، في حين أنني أثبت في مناسبات عدة أن الإعلام الرياضي السعودي لا يزال بخير وعلى قدر المسؤولية.
في بطولة كأس العالم للأندية، يظهر الهلال السعودي بشموخه المعهود، هذا الفريق الذي يعرف تمامًا ما الذي يصبو إليه، قد تبدو المهمة صعبة للوهلة الأولى، وقد يعتقد البعض أن الفوارق كبيرة بينه وبين منافسيه، ولكن من يعرف الهلال حق المعرفة، يدرك تمامًا أن التحديات الصعبة هي التي تصنع عزيمته القوية، وأن المباريات الكبرى تخرج منه روحًا قتالية تجعلني دائمًا أقول بأنه يلعب على أرض الملعب، ولكن طموحاته وهمته تسكن السماء.
الهلال ليس مجرد نادٍ رياضي، بل هو حكاية عشق، وسيرة كفاح كروي، وبطولات مجيدة تُروى للأجيال القادمة، انطلاقًا من قلب قارة آسيا وصولًا إلى أرض المونديال، شقّ طريقه بالإصرار والعزيمة، وكتب تاريخه بعرق الأبطال، ولم يصل إلى هذه المكانة الرفيعة صدفة، بل باستحقاق وجدارة، فهو الوجهة المفضلة والقدوة الحسنة في العديد من المحطات والأزمنة.
عندما يواجه الهلال نادي ريال مدريد أو أي منافس آخر، فإنه لا يحتاج إلى تلقين دروس في الرهبة والخوف، بل يحتاج إلى لحظة صدق وصفاء ذهني، يلعب فيها بكل ما يملك من قوة وعزيمة، باسمه العريق، وبدعم جماهيره الوفية، و بتاريخه الحافل بالأمجاد، وبقلبه الكبير الذي يضاهي الحجر في صلابته والحديد في قوته، هذا القلب الذي يدهشنا بصبره وجبروته، وحين يُؤمن الهلال بهذه القاعدة وهذه الفكرة الراسخة، فإنه سينتصر حتمًا، وهذا ما فعله في المغرب قبل عامين، عندما لم يكن بحوزته سوى اللاعب الأرجنتيني لوسيانو فييتو.
في حقيقة الأمر، أنا لا أشعر بالخوف على الهلال، وكلّي ثقة بأن مدرسته التدريبية الجديدة، أي مدرسة (قياصرة اللعبة) أصحاب العزيمة القوية والقلوب الثابتة، بقيادة المدرب الأنيق سيموني إنزاغي، قادرة على استيعاب الموقف وتقديم أداء مذهل يستحق التصفيق الحار ورفع القبعة احترامًا وتقديراً.